تكنولوجيا

تويتر وفيسبوك تحظران حسابات ترامب

اقتحم مناصرو ترامب الكونغرس لمحاولة تعطيل تأكيد فوز بايدن (وين مكنامي/Getty)

“اعتداء غير مسبوق على الديمقراطية الأميركية”، “يوم مظلم”، “أمر مخزٍ”، “ليس مفاجئاً”، “تمرّد يليق بجمهوريات الموز”، “فتنة وتحريض”، “تخريب وعنف”.. كلّ هذه عبارات استخدمها السياسيون الأميركيّون منذ مساء أمس الأربعاء، تزامناً مع تظاهرات لأنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب واقتحامهم مبنى الكابيتول وتعطيلهم جلسة الكونغرس التي كان قد استهلّها بمجلسيه لإقرار نتيجة الانتخابات، ما أدى إلى وفيات وإصابات واعتقالات وإجلاءات واستنكارات.

استدعى اليوم الفوضوي الاستثنائي في الكابيتول هيل إجراءات استثنائيّة افتراضياً. إذ إنّ ترامب أصرّ خلال وما بعد التظاهرات على الترويج لادّعاءاته غير الموثّقة التي تقول إنّ الانتخابات مسروقة وإنّ نتائجها غير حقيقيّة، بخلاف كلّ تصريحات المسؤولين عن الانتخابات الذين يؤكدون أنّ جو بايدن فاز بها. 

وخلال التوتّر غير المسبوق في المبنى، وبعدما انتشرت صور متظاهرين يخرّبون فيه ويجلسون على مكتب نانسي بيلوسي، خرج زعماء العالم ليعبّروا عن صدمتهم، فيما دعا بايدن ترامب إلى التصرّف والظهور عبر التلفزيون الوطني لمطالبة أنصاره بإنهاء الحصار وإدانة العنف. لكنّ ما فعله ترامب هو بثّ فيديو من أمام البيت الأبيض يغذّي فيه الغضب ويؤجج نظرية مناصريه عبر الإشارة مرّات أخرى إلى “سرقة الانتخابات”، داعياً في جملتين منه فقط إلى المغادرة في سلام. واتّخذت “فيسبوك” و”تويتر” إجراءات في البداية لإبطاء نشر الفيديو، ووضعتا تحذيرات عليه.

لكن بعد كلّ ذلك، قامت شركتا “تويتر” و”فيسبوك” بتعليق حسابات ترامب مؤقتاً، بينما سارعت شركات التكنولوجيا العملاقة للتصدي لمزاعمه التي لا تستند إلى أدلة بشأن انتخابات الرئاسة. وبحسب “رويترز”، أخفت “تويتر” ثلاث تغريدات لترامب وطلبت حذفها “نتيجة الوضع العنيف المستمر وغير المسبوق في العاصمة واشنطن” بعدما اقتحم محتجون مؤيدون لترامب مبنى الكونغرس في محاولة لإجبار الكونغرس على تعطيل تأكيد فوز بايدن.

وقال تويتر إنه علق حساب ترامب لمدة 12 ساعة، وإنه إذا لم يتم حذف التغريدات فسيظل الحساب مقفلا، وهو ما يعني أن الرئيس لن يتمكن من نشر تغريدات من هذا الحساب. وأضافت في تغريدة أيضا أن أي انتهاكات في المستقبل للقواعدستؤدي إلى تعليق الحساب بشكل دائم.

وقالت شركة تويتر إنها ستتخذ إجراءات حيال التغريدات الداعية للتهديدات والعنف، مع اقتحام مئات المحتجين مبنى الكونغرس اليوم الأربعاء. وقالت الشركة “… نقيد إلى حد بعيد التفاعل مع تغريدات مصنفة ضمن سياسة النزاهة المدنية الخاصة بنا بسبب مخاطر العنف. هذا يعني أن تلك التغريدات المصنفة لن يتسنى الرد عليها أو إعادة نشرها أو إبداء الإعجاب بها”.

وقُتلت امرأة بالرصاص أثناء الفوضى التي عمت المبنى. وقال فيسبوك في وقت لاحق إنه سيمنع صفحة ترامب من وضع منشورات لمدة 24 ساعة بسبب انتهاكين اثنين لسياسة الموقع.

وحذفت شركة “فيسبوك” وشركة “يوتيوب”، التابعة لمجموعة ألفابيت، التسجيل المصور لترامب والذي واصل فيه تقديم مزاعم بلا سند بأن الانتخابات قد زُورت، رغم أنه طالب المحتجين بالانصراف.

وقال جاي روزين نائب رئيس فيسبوك للنزاهة، في تغريدة إن شركة التواصل الاجتماعي حذفت فيديو ترامب “لأننا نعتقد أنه يسهم في زيادة مخاطر العنف الدائر بدلا من أن يقلصها”.

وقالت يوتيوب إن الفيديو ينتهك سياستها المناهضة للمحتوى الذي يزعم أن “تلاعباً واسع النطاق أو أخطاء قد غيرت نتيجة الانتخابات الأميركية لعام 2020″، بحسب “رويترز”.

وقال آدم موسيري، رئيس موقع “إنستغرام”، المملوك لفيسبوك، إنه تم حذف الفيديو من إنستغرام أيضاً وإن حساب الرئيس عليه سيظل معلقاً لمدة 24 ساعة. 

وتواجه شركات التكنولوجيا ضغوطاً للتصدي للمحتوى المضلل على منصاتها بشأن الانتخابات الأميركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى