صحة ورشاقة

تحذيرات جديدة من انهيار المنظومة الصحية في الجزائر بسبب كورونا

تسجيل عدّة وفيات لدى الشباب وكهول لا تتعدى سنهم الـ50 في هذه الموجة (العربي الجديد)

جدّد خبراء ومختصّون في الجزائر تحذيراتهم من كارثة وبائية، نتيجة التصاعد اللافت لمعدلات الإصابة بفيروس كورونا، وأزمة الأسرّة والأكسجين التي تواجهها المستشفيات الحكومية، ما دفع وزارة الصحة إلى البدء بتحضير الفنادق، كإجراء استباقي، للاستعانة بها واستخدامها كمشافٍ للطوارئ، في حال تفاقم الوضع، فيما بدأ التفكير في نصب خيم عملاقة تُستخدم كمشافٍ ميدانية لاستقبال المصابين بكورونا.

وقال الباحث وعالم الأوبئة والوقاية بمستشفى العلمة، شرقي الجزائر، توفيق نكاع، في برنامج خاص بثّته الإذاعة الحكومية، إنّ الجزائر قد تواجه انهياراً للمنظومة الصحية في حال استمرّ ما يصفه بوضع “الاستهتار” الحاصل في الشارع من قبل المواطنين، بنفس الوتيرة الحالية، والذي أدى إلى تواصل حاد في ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، ما سيجعل المنظومة الصحية غير قادرة على مجابهة الوباء.

وأكّد نكاع: “لا أفشي سراً إذا قلت إنه، بهذه الوتيرة وبهذا الاستهتار، لا يمكن لنا مجابهة الوباء. هناك تعب حاصل في المستشفيات، خاصة بعد اللجوء إلى استعمال مصلحة الاستعجالات وأقسام أخرى لاستقبال واستشفاء مرضى كورونا، وأعطى المتحدث مثالاً بمستشفى العلمة المخصّص لمرضى كوفيد والذي يحوي حالياً أكثر من 130 مريضاً، وهو كامل عدد أسرّة المستشفى، في حين يصل معدل الوفيات إلى أربعة أشخاص يومياً”.

وأضاف المتحدث نفسه: “نحن مضطرون لاستعمال مصدر الأكسجين بمصلحة الاستعجالات اليوم لفائدة مرضى كورونا”، مشيراً إلى أنّ هذا الوضع “أفرز حالة من الضغط الحاصل على مادة الأكسجين وهو ما وضع الشركات المنتجة لهذه المادة الحيوية في عجز في بعض الأحيان، ودفع الأطباء إلى الاستعانة بعبوات الأكسجين لمنع الانقطاع عن المريض حتى وصول الشاحنات”. وحذّر نكاع من أنّ غياب الأكسجين سيجعل من الاستعانة بهياكل ومصالح أخرى خارج المستشفى، كالفنادق مثلاً، بدون فائدة، إذ إنّ الأكسيجن هي المادة المطلوبة للمرضى اليوم بشكل كبير.

وسارعت السلطات الجزائرية، أمس الأربعاء، إلى تشكيل خلية أزمة لمتابعة مدى توفر مادة الأكسجين، تخوفاً من تطوّرات غير مسبوقة للأزمة الوبائية خلال الفترة المقبلة، بعد تسجيل ارتفاع غير مسبوق في عدد الإصابات.  

وأقرّ الوزير بن بوزيد، أمس الأربعاء، خلال اجتماع مع كوادر وزارة الصحة، بأنّ الجزائر قد تواجه أزمة الأكسجين في حال تصاعدت الأزمة الوبائية، وقال: “إنتاج الأكسجين كان كافياً في السابق، قبل تفشي جائحة كورونا، ولكن الإنتاج حالياً بعد أزمة الوباء لم يعد كافياً”، وأكّد أنه سيتم “استحداث خلية أكسجين، لمراقبة إنتاج وتوزيع واستهلاك هذه المادة، وفق قاعدة بيانات”.

ولفت المتحدث إلى أنّ هناك تطورات وبائية لافتة خلال الموجة الجديدة للفيروس، أهمها ارتفاع عدد الوفيات، وتسجيل عدّة وفيات لدى الشباب وكهول لا تتعدى سنهم 50 سنة، بخلاف الموجات السابقة التي انحصرت فيها الوفيات بكبار السن والمرضى المصابين بأمراض مزمنة.

وفي السياق، أغلقت السلطات مسجداً في منطقة بجاية شرقي البلاد، لمدة عشرة أيام، بعد تسجيل بؤرة للإصابة بالفيروس بين المصلّين، نتيجة عدم احترام البروتوكول الصحي المطبّق على المساجد، فيما أصدرت جمعية العلماء المسلمين (كبرى المرجعيات الدينية في الجزائر) بياناً دعت فيه إلى “تكثيف الأعمال التعاونية، والحملات التطوعية التي يقوم بها الشباب خاصة”، حيث حثّتهم على “التنسيق مع الجهات المختصّة، لأنّ التخطيط والتنظيم سبب من أسباب نجاح الأعمال، خاصة وأنّ الوضع الاقتصادي غير المريح الذي تمر به بلادنا، والذي زاده هشاشةً انخفاض سعر البترول الناتج عن هذا الوباء العالمي هو أزمة أخرى، تضاف إلى الأزمة الوبائية”.

وطالبت التجّار بالكفّ عن “استغلال الظرف لرفع الأسعار، وغبن إخوانهم، وهو سلوك يمقته الدين، وتعافه الطباع السليمة، وترفضه الإنسانية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى