صحة ورشاقة

المغرب: اختفاء “مفاجئ” لدواء خاص بالفشل الكلوي يزيد معاناة آلاف المرضى

دقّ مرضى الفشل الكلوي في المغرب ناقوس الخطر بخصوص الاختفاء “المفاجئ” لأحد الأدوية الأساسية التي توصف لهم، من صيدليات المملكة، ما بات يهدّد الكثير منهم بمضاعفات صحية خطيرة.

وبحسب رئيس جمعية “الرحمة” لمرضى القصور الكلوي (غير حكومية)، ياسين العلمي، فإنّ دواء “إنلفا” (Unalfa) هو الذي فُقد من الأسواق، وهو يعدّ من الوصفات العلاجية الضرورية لمرضى الفشل الكلوي التي يجب اعتمادها بشكل منتظم وبدون توقف، نظراً لدوره الفعّال في تنظيم نشاط الغدة الدرقية.

وحذر العلمي، في حديث لـ”العربي الجديد”، اليوم الجمعة، من أنّ اختفاء دواء “إنلفا” “يشكل خطراً داهماً” على صحة المرضى، إذ يمكن أن تنجم عنه مضاعفات صحية قد تصل إلى حدّ الإصابة بالشلل أو الإعاقة في حال عدم تناوله، لافتاً إلى أنّ آلاف المرضى الذين يستعملونه لدوره في تثبيت الكالسيوم على العظام وضبط إفراز هرمونات PH، “يعانون حالياً جراء اختفائه، وبدون سابق إنذار من صيدليات المملكة”.

وعن سبب اختفاء الدواء، قال العلمي إنّ “الغموض يلف الاختفاء المفاجئ للدواء، وما يزيد معاناة المرضى غياب الأجوبة عن تساؤلاتهم بهذا الخصوص من قبل مسؤولي وزارة الصحة. وقد حاولنا كجمعية الوصول إلى جواب شافٍ حول الأمر، لكننا لم نفلح حتى الآن. نتمنى من المسؤولين التحرّك لإيجاد حلّ قبل فوات الأوان”.

وأشار إلى أنّ “هناك خوفاً كبيراً من تأثّر صحة آلاف المرضى، بسبب اختفاء هذا الدواء، لا سيما في ظلّ عدم وجود دواء بديل عنه”.

من جهتها، دعت مصادر من “كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب” السلطات الصحية إلى التحرك من أجل تدارك الوضع وإيجاد حلّ لمشكلة اختفاء “إنلفا” وبعض الأدوية الضرورية، لا سيما أنّ ذلك الاختفاء أصبح بمثابة خطر يهدّد حياة العديد من المرضى ويثير القلق وسط أسرهم وأطبائهم.

وقد تعذّر على “العربي الجديد” الحصول على تعقيب من وزارة الصحة المغربية بهذا الخصوص.

وكانت “الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة” (غير حكومية) قد كشفت، أخيراً، عن أرقام صادمة تتعلّق بأوضاع مرضى الفشل الكلوي.

وأعلنت أنّ المرض يصيب أكثر من مليون مغربي، أكثر من 80% منهم لا يستطيعون توفير نفقات العلاج. وبحسب المعطيات التي قدّمتها الشبكة، يصاب أكثر من 4 آلاف شخص سنوياً بالمرض في المغرب، ويخضع أكثر من 6 آلاف مريض حالياً لعملية تصفية الدم، بينما يحمل أكثر من 200 مريض كلية مزروعة.

وما يزيد من معاناة مرضى الفشل الكلوي هو أنّ المرض يحتاج إلى تكاليف باهظة، سواء من أجل غسل الكلى أو عمليات زراعة الكلى، إلّا أنّ هذه التكاليف ليست في متناول غالبية المرضى، “وهو ما يضطر البعض منهم إلى بيع ممتلكاتهم من أجل توفير مصاريف العلاج”، بحسب الشبكة.

وتنتقد الشبكة ضعف الإمكانات التي توفّرها الحكومة من أجل تقديم العلاج لمرضى الفشل الكلوي. فبحسب المعطيات الرسمية، يخضع 17 ألف شخص لغسل الكلى في 200 مركز تابع للدولة والمراكز الخاصة سنوياً، وتضاف كل سنة 1300 عملية جديدة لغسل الكلى. إلّا أنّ هذه المراكز غير كافية، فكلّ آلة لغسل الكلى تُخصّص لـ 13 مريضاً يعانون من الفشل الكلوي، في حين أنّ الرقم هو ثلاثة مرضى في السعودية، وأربعة مرضى في فرنسا وهو المعدل العالمي؛ أيّ أن المغرب يفوق المعدل العالمي بثلاثة أضعاف.

ويبدو لافتاً، من خلال معطيات الشبكة، أنّ ساعات الغسل الكلوي تراجعت من 4 ساعات في المعدل إلى ساعتين أو أقل، بسبب ارتفاع عدد المصابين ومحدودية التجهيزات، مؤكدة أنّ عدد الحصص الأسبوعية تراجع من ثلاث حصص للعلاج في الأسبوع إلى حصتين أو حصة في الأسبوع، “ما يعرّض المرضى لمضاعفات ويرفع من نسبة الوفيات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى