تكنولوجيا

نمو تطبيق “سيغنال” يثير مخاوف داخلية من استخداماته

قفز تطبيق التراسل المشفر “سيغنال” إلى المرتبة الأولى في متاجر التطبيقات في 70 دولة، مستفيداً من مخاوف الخصوصية التي أشعلها قرار “واتساب” تعديل سياساته، لكن نمو التطبيق تسبب في مخاوف داخلية حول استخداماته.

وإدارة “سيغنال” منظمة غير ربحية، لكن نمو التطبيق السريع صار مبعث قلق داخل المؤسسة، حيث أثار الموظفون أسئلة حول إضافة ميزات جديدة وتطويرها بشكل يخشون أنها قد تؤدي إلى استخدام المنصة بطرق خطيرة وضارة.

وبحسب موقع “ذا فيرج” التقني، يشعر الموظفون بالقلق من أنه، في حالة فشل “سيغنال” في بناء سياسات وآليات لتحديد الجهات الضارة وإزالتها، فإن التداعيات قد تتسبب في عداء من جانب الجهات التنظيمية تجاه تقنيات التشفير، التقنية المهددة أصلاً على الصعيد العالمي. 

وتفخر الشركة بدورها في تعزيز الخصوصية، لكنها تتجاهل المخاوف بشأن إساءة الاستخدام المحتملة لخدماتها.

وكانت الرسائل المشفرة نعمة بالنسبة للناشطين والمعارضين والصحافيين والمجموعات المهمشة في جميع أنحاء العالم. لا تستطيع الشركة ولا الشرطة ولا وكالات الأمن القومي التجسس على الرسائل. 

وأضاف التطبيق أداة لتعتيم الوجوه تلقائياً في الصور لمساعدة الناشطين على مشاركة صور المظاهرات بأمان أكبر، كما أضاف روابط تسمح بالانضمام إلى المجموعات، وهي ميزة أصبحت شائعة بشكل متزايد في تطبيقات المراسلة.

لكن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأ بعض موظفي “سيغنال” في إثارة مخاوف من احتمال إساءة استخدام الروابط الجماعية، مثل أن يستخدمها اليمين المتطرف لتنظيم نفسه في أعمال تخريب، ولم يبدُ أن للشركة استراتيجية واضحة لحل مثل هذا المشكل. 

ويقول مدير التطبيق، موكسي مارلينسبايك: “نحن نفكر كثيراً فيما نقوم ببنائه، وكيف يتم استخدامه، ونوع السلوكيات التي نحاول تحفيزها”.

ويتابع: “الموضوع المهيمن هو أننا لا نريد أن نكون شركة إعلامية. نحن لا نعمل على تضخيم المحتوى خوارزمياً. ليس لدينا حق الوصول إلى المحتوى. وحتى داخل التطبيق، لا توجد الكثير من فرص التضخيم”.

في الوقت نفسه، يقول الموظفون إن “سيغنال” تطور أدوات متعددة قد تكون جاهزة للإساءة. 

على مدار سنوات، واجهت الشركة شكاوى من أن مطلبها بأن يستخدم الأشخاص أرقام هواتف حقيقية لإنشاء حسابات يثير مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمان. وهكذا بدأت “سيغنال” العمل على بديل: السماح للأشخاص بإنشاء أسماء مستخدمين فريدة. لكن أسماء المستخدم يمكن أن تمكن الأشخاص من انتحال شخصية الآخرين، وهو سيناريو لم تضع الشركة خطة لمعالجته، على الرغم من إكمال الكثير من الأعمال الهندسية اللازمة لبدء المشروع.

ويقول الباحث السابق في “سيغنال”، غريغ بيرنشتاين، الذي ترك المنظمة بسبب مخاوفه: “يحتاج العالم إلى منتجات مثل “سيغنال”، لكنهم يحتاجون أيضاً إلى تطبيق مدروس. لا يقتصر الأمر على أن “سيغنال” ليس لديه سياسات في مكانها الصحيح، بل يتعداه إلى مقاومة التفكير في الشكل الذي قد تبدو عليه هذه السياسة”.

ويتابع بيرنشتاين: “لا أحد يقول بتغيير “سيغنال” بشكل جذري. هناك أشياء صغيرة يمكنه القيام بها لمنع “سيغنال” من أن يصبح أداة للأحداث المأساوية مع الاستمرار في حماية سلامة الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إلى هذا المنتَج”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى