تقنية تؤدي إلى قاتل بعد مرور 31 عام على ارتكاب جرائمه
في 1987، وقعت شريطة وحشية قتل فيها المواطن الكندي جاي كوك عن عمر يناهز 20 عاما ومعه زوجته تانيا فان كويلنبرغ عن عمر يناهر 18 عاما، وذلك أثناء قضائهما عطلة في واشنطن.
والآن وبعد مرور 31 عاما، أعلن مكتب مأمورية مقاطعة سنوهوميش احتجاز مشتبه به في جريمة اغتصاب السيدة وقتل زوجها يسمى وليام إيرل تالبوت البالغ من العمر 55 عاما.
يأتي ذلك بعد استخدام تقنيات فحص حمض نووي متطورة، وقد أفادت وسائل الإعلام الأمريكية بأن تالبوت لم يقر بالجريمة التي ارتكبها ويعترف بها، لذلك لم يتم إدانته، لكن عليه دفع كفالة قيمتها 2 مليون دولار حتى يتم الإفراج عنه.
طريقة كشف الجاني مثيرة للاهتمام حقيقة، حيث قام المحققون برفع الحمض النووي الذي تم أخذه من مسرح الجريمة في 1987 إلى موقع يكسف النّسب يسمى GEDmatch، ما أدى إلى التعرف على أبناء العمومة من الدرجة الثانية حيث كانت معلوماتهم الجينية وبيانات حمضهم النووي متوفرة في الموقع.
ومن ثم تم البحث في شجرة تلك العائلة وحتى أجدادهم والأسماء في نعي حالات الوفيات وأرشيف الصحف والمجلات السنوية وبيانات التعداد وحسابات التواصل الاجتماعي، مع استخدام علم الأنساب العكسي وذلك لملء بيانات أسماء جميع الفروع، ما أدى ربط الأُسر معا عبر 2 من أحفاد الأجداد الذين كانوا متزوجين.
هذين الزوجين كان لهما ابن وحيد: تالبوت، وكان منزل والديه يقع على مسافة 10 كيلومترات من موقع ارتكاب الجريمة وعمره وقتها 24 عاما.
بعد تحقيق مطول عن تالبوت الذي يعمل سائق شاحنة، تمكن المحققون من الوصول إلى حمضه النووي عبر كوب تخلص منه بعد احتسابه مشروبه، وقد عادت العينة مطابقة، ما أدى إلى القبض عليه.
التقنية الجديدة التي دمجت شجرة الأنساب، قبلها لم يكن لدى المحققين مشتبه به في القضية، وتالبوت لم يكن على علاقة بها من قريب أو من بعيد، حيث كان يعتبر لغزا بلا حل وحيرت القضية كل من عمل عليها طيلة 31 عام حيث أن جثة الزوجين كان قد ثر عليها في موقعين منفصلين، كما تلقت أسرهما رسائلا بعد مرور عدة أيام من وقوع الجريمة من القاتل نفسه يتفاخر بأنه لم ولن يستطيع أحد القبض عليه.
القضية عادت الشرطة تبحث فيها مجددا في 2010 وحاولوا استخلاص الحمض النووي من الرسائل التي أرسلت لأسر الضحايا، إلا أنها كانت غير متطابقة مع أدلة مسرح الجريمة، حتى أن رجلا كنديا مختل العقل ادّعى بأنه الراسل.
وأخيرا، تحيرت الشرطة كثيرا أمام حرص القاتل الحقيقي على السخرية منهم، حيث كان قد ترك متعمدا زوجا من القفازات الجراحية التي استخدمها أثناء ارتكاب جريمته البشعة، لكن في النهاية، سقط المجرم في يد العدالة.