تنمية ذاتيةصحة نفسيةعلم نفسفلسفةمدونتي

تحليل نفسي لحالة التردد والجمود أمام المشاريع الجديدة

التردد في بدء اي مشروع جديد

حالة التردد ، الجمود النفسي

في كثير من الأحيان، بيكون الشخص عنده فكرة حلوة أو مشروع جاهز بالتفاصيل، بس بيبقى واقف بمكانه… لا بيتقدم ولا بيتراجع.
هالمرحلة الغريبة بين “النية” و”الفعل” بتسمى الجمود النفسي — حالة بتجمع بين الخوف، الشك، والانتظار الأبدي للحظة المناسبة.

لكن ليش منوقف؟ وليش منخاف نبدأ حتى بشي نحنا مؤمنين فيه؟
الجواب النفسي أعمق بكتير مما بيبدو.


🧠 أولاً: التردد كآلية دفاع نفسية

من منظور التحليل النفسي، التردد ما هو ضعف إرادة، بل آلية دفاع بيستخدمها العقل لحماية الشخص من خطر محتمل.
العقل البشري مبرمج ليتجنب الألم، سواء كان ألم الفشل، أو الإحراج، أو الخسارة.
فكل ما بدنا نبدأ مشروع جديد، بيظهر “اللاوعي” وبيقول:

“انتبه! يمكن تفشل، يمكن يستهزؤوا فيك، يمكن تخسر تعبك.”
وهون بيتدخل العقل الواعي ليبرر الجمود بحجج منطقية مثل:

  • “لسا مو الوقت المناسب.”
  • “ما عندي الإمكانيات الكافية.”
  • “خليني أجهز أكتر.”

لكن الحقيقة؟
هي مو حجج، هي خوف مقنّع بلباس العقلانية.


🔍 ثانياً: الخوف من التقييم الاجتماعي

المجتمع بيلعب دور كبير.
في مجتمعاتنا العربية تحديدًا، الفشل بيُشوف كوصمة مو كدرس.
يعني لو المشروع ما نجح، الناس رح تقول “ما قدر”، مو “جرّب وتعلّم”.
وهون بيصير الشخص أسير نظرة الآخرين بدل ما يكون قائد تجربته الخاصة.


💭 ثالثاً: عقدة الكمال والبحث عن “اللحظة المثالية”

في كتير ناس ما بيبدؤوا لأنهم بدهم كل الظروف تكون مثالية: المال، الدعم، الوقت، الأفكار، وحتى المزاج.
بس الكمال ما بيجي، والظروف المثالية وهم.
اللي بيبدأ فعليًا هو يلي بيشتغل رغم النواقص، مش يلي بينتظر تختفي.


⚙️ رابعاً: أثر التربية والبيئة

الطفل يلي كبر على الخوف من الغلط، أو يلي كان دايمًا يسمع “دير بالك تفشل” بدل “جرّب وشوف”،
بيكبر وشايل داخله خوف مزمن من الخطوة الأولى.
بيشوف المبادرة كتهديد، مو كفرصة.


🌱 خامساً: كيف نكسر الجمود النفسي؟

  1. اعترف بخوفك: ما تهرب منو، لاحظو وتقبله. أول خطوة للفعل هي الوعي بالمشكلة.
  2. ابدأ صغير: مشروع بسيط، خطوة صغيرة، لكن حقيقية. الحركة بتولد طاقة.
  3. أحط نفسك بدائرة تشجيع: حتى شخص واحد يؤمن فيك كفيل يغيّر كتير.
  4. اقبل الفشل كجزء من الرحلة: مو نهاية الطريق، هو مجرد تجربة بتعلّمك كيف تمشي صح.
  5. افصل بين الفكرة وهويتك: لو المشروع ما نجح، مو معناها إنك فشلت كشخص.

💡 الخلاصة

الجمود النفسي مو كسل، هو خوف متخفي يحتاج فهم أكتر من العقاب.
ومتى ما فهمت إن الخوف إشارة مو عائق، رح تقدر تحوله لطاقة تدفعك بدل ما تشلك.

“الفعل الصغير اليوم، أفضل من ندم كبير غدًا.”

كما ويمكنك أيضاً قراءة مدونتنا والمزيد عن :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى